top of page

ماذا لو كان الليل والنهار سرمدا إلى يوم القيامة؟

  • ناصر الزايد
  • 25 يناير 2023
  • 2 دقائق قراءة

ماذا لو كان الليل والنهار سرمدا إلى يوم القيامة؟


تأملت في آيتين في القرآن الكريم وهما قوله تعالى:

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ.

حقيقة أنه يوجد أماكن يكون فيها الليل طويلا وكذلك النهار وهي ليست ببعيدة عنا، فكوكب الزهرة على سبيل المثال يظل النهار أو الليل فيه ما يقارب 243 يوما أرضيا. وأما بالنسبة للقمر الذي يخطط البعض لإمكانية العيش على ظهره، فإن يومه الكامل يصل تقريبا إلى 29 يوما أرضيا، نصفها ليل ونصفها نهار.



ولكن لو تصورنا أن الأرض هي شمس القمر، وحيث إن القمر يتبع نظام المدار المغلق مع الأرض (أي دورته حول نفسه تساوي بالضبط دورته حول الأرض من الناحية الزمنية) أي أن أحد نصفيه يواجه الأرض بصورة دائمه في حين أن نصفه الآخر مظلم بالنسبة للأرض. فهذا معناه أن ذلك الوجه سيظل الليل فيه سرمديا وكذلك النهار في الوجه المقابل. إذن من حيث المبدأ، يمكن للأرض أيضا أن تتبع المدار المغلق حول الشمس فيظل نصفها مشمسا أبد الدهر والآخر مظلما أبد الدهر. فالله سبحانه وتعالى يعلم أن القمر لن يتمكن من تغيير دورانه بسبب انضباط قوانين الكون التي هو قدرها، فسوف يظل هكذا إلى (يوم القيامة) ولو كانت الأرض مثله بالنسبة للشمس، لظلت على هذا الوضع أيضا إلى (يوم القيامة). فهنا يمن الله على عباده أنه جعل الأرض تدور بسرعة محددة تعطي يوما طوله 24 ساعة فقط ونصفه تقريبا نهار والباقي ليل. ليست المشكلة محدودة في النور والظلمة، بل أيضا في درجات الحرارة، فلو تصورنا نصف الأرض مظلما بصورة دائمة، لاستحالت المعيشة فيه بسبب البرودة الشديدة جدا، التي يتجمد بسببها كل معلم من معالم الحياة بما في ذلك المحيطات والأنهار. والعكس مع النصف المشمس حيث ترتفع الحرارة فيه بصورة شديدة لا يمكن أن يتحملها الإنسان، وسوف تؤدي إلى تحول جميع مصادر المياه إلى صورة بخارية غير مفيدة.

هنا ندرك أن المنة عظيمة بكل المقاييس، فالحياة التي نعرفها لم تكن لتكون لولا هذا الدوران ولولا الليل والنهار إضافة إلى المسافة المناسبة بين الأرض والشمس.

ولكن العظيم حقا وصف الله سبحانه وتعالى للحالة بأنها سوف تستمر إلى يوم القيامة لو كانت موجودة من الأساس، فلا شيء يمكن أن يؤثر عليها ليغير من وضعها، أما في يوم القيامة فسوف تتغير جميع المعادلات رأسا على عقب وتظهر أمور غير معروفة للبشر. أعلم أن هناك دراسات تتحدث عن تباطؤ دوران الأرض ولكن هذا التباطؤ (بطيئ جدا) وقد يأتي يوم القيامة قبل أن تتوقف الأرض فعليا.

في أثناء وجودي في الخارج حصل كسوف للشمس واجتمعنا لصلاة الكسوف، وكنت إماما للصلاة في وقتها فقرأت آيات من سورة القصص حيث الآيتان المذكورتان أعلاه. وبعد السلام سألني أحد الحضور من جنسية غير عربية: هل هذه الآيات فعلا في القرآن؟ قلت نعم. فتعجب بشدة لتشابهها مع ما كان يجري وقتها.

أعجبني مقطع جميل للدكتور محمد باسل الطائي يشرح فيه آية لها دلالة مشابهه وهي قوله تعالى (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا، ثم جعلنا الشمس عليه دليلا). وهو موجود في المقطع التالي:


وهذا فيديو يوضح ماذا يمكن أن يحصل للأرض لو كان مدارها مغلقا مع الشمس:



 
 
 

Comments


  • Twitter
  • YouTube

©2022 by الموقع الشخصي: ناصر بن صالح الزايد

bottom of page